- خلال جلسة "أفريقيا.. المحرك الاقتصادي العالمي القادم".. رئيس السنغال: أفريقيا تمتلك إمكانات كبيرة وسيصبح لها دور فاعل في صناعة القرار الدولي.
ماكي سال:
-القمة العالمية للحكومات تقدم أفكاراً ورؤى جديدة لاستشراف مستقبل.
- ملتزمون بتحقيق الحياد الكربوني وتعزيز الاستدامة.. والاستفادة من ثرواتنا حق أصيل.- الحرب الرئيسية يجب أن تكون ضد الجوع والفقر والمرض للارتقاء بحياة المجتمعات.
دبي في 14 فبراير/وام/ أكد فخامة ماكي سال رئيس جمهورية السنغال ورئيس الاتحاد الأفريقي أن القارة الأفريقية عانت من عدم تمثيلها بشكل لائق في المنظمات والمؤسسات الدولية، مشيراً إلى موقفهم المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت بآثار سلبية على المجتمع الدولي، خاصة في ما يتعلق بسلاسل الإمداد.وقال فخامة ماكي سال- خلال جلسة رئيسية بعنوان" أفريقيا.. المحرك الاقتصادي العالمي القادم" أدارتها المحاورة إيليني جيوكوس من محطة CNN ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات 2023، إن القارة الأفريقية تتمتع بقدرات اقتصادية وتنموية ضخمة من شأنها استقطاب المستثمرين العالميين، مشيراً إلى أن أفريقيا تستطيع الاستفادة من ثرواتها وخاصة النفط والغاز، دونما التأثير على التزاماتها تجاه قضايا الاستدامة والتغير المناخي.واستهل فخامة ماكي سال رئيس جمهورية السنغال ورئيس الاتحاد الأفريقي جلسته، بتوجيه الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لجهودهما وإسهاماتهما الدولية الكبيرة، مهنئاً سموهما على نجاح القمة العالمية للحكومات، بما تقدمه من فكر ورؤى جديدة لاستشراف مستقبل العالم.وأضاف: "إن القارة الأفريقية عانت خلال العقود الماضية من عدم إنصاف لدورها وأهميتها، خاصة فيما يتعلق بتمثيلها اللائق في المنظمات والمؤسسات الدولية، وأنهم بذلوا جهوداً كبيرة طوال سنوات مضت حتى تنضم القارة لمجموعة العشرين"، مؤكداً أن الدول الافريقية بما تملكه من إمكانات كبيرة سيصبح لها دور رئيسي فاعل ومؤثر على المستوى الدولي وصناعة القرار.وأكد فخامة ماكي سال أن الحرب الروسية الأوكرانية نتج عنها تحديات دولية كثيرة ومتنوعة، أثرت على العديد من الدول، ومن بينها دول القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن أفريقيا اختارت أن تؤيد السلام وأن تكون طرفاً محايداً في هذه الأزمة الدولية المتصاعدة.وأضاف: "إن ويلات الحروب لطالما عانت منها دول القارة، ولذلك فهم يدركون جيداً تبعات وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على كافة المستويات، ولذلك جاء الموقف الافريقي بعدم الانضمام لطرف على حساب الطرف الآخر".وقال: "إن التحديات الناتجة عن هذه الحرب كثيرة ومتنوعة وطالت كافة القطاعات، وفي مقدمتها سلاسل إمداد الغذاء، والطاقة، والأسمدة، وهي قطاعات تلعب دوراً مؤثراً في حياة الشعوب، ولذلك أدعو دائماً إلى ضرورة انتهاء الحرب وبأسرع وقت، حيث إنه لدى العالم ما يكفيه من الحروب، وأن الحرب الرئيسية يجب أن تكون ضد الجوع والفقر والمرض للارتقاء بحياة المجتمعات، وتعزيز التنمية في كل مكان حول العالم".وأكد فخامة ماكي سال أن العديد من الشعوب الأفريقية واجهت خلال الفترة الماضية تحديات جمة بسبب نقص الحبوب والطاقة.وأفاد "أن القارة الأفريقية تتمتع بموارد ضخمة يمكن استثمارها بشكل كبير من كل دول العالم، والتي تسمح بتحقيق مكاسب كبيرة للمستثمرين، معتبراً أن من أكبر التحديات التي تواجههم في هذا الشأن، هو وجود انطباع غير حقيقي عند العديد من المستثمرين بأن معدلات المخاطر مرتفعة في أفريقيا، وأن ذلك بسبب الذهنية القديمة التي تتعامل مع الإمكانات الضخمة لموارد أفريقيا على هذا النحو الخاطئ".وأشار إلى أن الاستثمار في أفريقيا هو أعلى ربحية من أماكن كثيرة حول العالم، وأنهم يطمحون خلال الفترة المقبلة إلى استقطاب استثمارات ضخمة في كافة القطاعات، وفي هذا الصدد لفت إلى التعاون الكبير بين "دي بي ورلد" المزود الرائد للخدمات اللوجستية الذكية، وحكومة السنغال ووضع حجر الأساس للبدء في إنشاء ميناء "ندايان"، باستثمارات تزيد على مليار دولار، فيما يعكس ذلك الفرص الضخمة الموجودة للاستثمار فيها.وأكد فخامة ماكي سال أنه حان الوقت لكي يغير المستثمرون والشركات العالمية وجهة نظرهم عن إمكانات القارة الأفريقية الكبيرة المتنوعة الموارد، وأنه لا يجب مطلقاً أن يتم تصنيف القارة في المؤشرات التنافسية العالمية بشكل سلبي ومتراجع.وذكر أنه عند إصدار تقييمات حقيقية لمؤشرات النمو في أي دولة، يجب أن يتم بعد التعرف إلى الإمكانات الحقيقية لها، بعيداً عن الاعتقادات الخاطئة بأن هناك بعض الدول التي لديها مشاكل في تحقيق الديمقراطية، أو أن تشريعاتها غير مواكبة للتطورات والمستجدات العالمية، فيما يجب أن نحكم على أفريقيا من خلال ما تقوم به فقط.وقال: "إنه حان الوقت لإظهار قدرات القارة الأفريقية الحقيقية للعالم، خاصة أنها تمتلك ثروات ضخمة ومتنوعة، سواء في قطاع الزراعة والطاقة وغيرهما الكثير"، مؤكداً أن الإرادة السياسية هي العنصر الأهم في تحقيق التنمية واستقطاب الاستثمارات".وأضاف أن أفريقيا ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني وتعزيز الاستدامة من خلال التزاماتها الدولية، مشيراً إلى أن الاستفادة من الثروات النفطية التي تملكها أفريقيا، لا تشكل تحدياً بالنسبة إليهم في تحقيق التزاماتهم في هذا الشأن، حيث يمكن إنتاج الطاقة والحفاظ على البيئة في القوت ذاته.وأكد أنه لا يجب على الإطلاق توجيه الاتهام لدول القارة بأنها مصدر التلوث المناخي الذي يعاني منه العالم.يذكر أن الدورة الحالية من القمة العالمية للحكومات تشهد مشاركة 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 250 وزيراً و10 آلاف من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين الأبرز في العالم، و80 منظمة دولية وإقليمية وحكومية، كما تستضيف القمة أكثر من 22 منتدى عالمياً تركز على وضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور.